تُعد العناية بصحة العين من الأمور الأساسية للحفاظ على جودة الحياة، حيث يمكن أن تؤثر مشكلات الإبصار مثل قصر النظر، طول النظر، والاستجماتيزم على القدرة اليومية لممارسة الأنشطة المختلفة. ومع تطور التقنيات الطبية، أصبحت عمليات تصحيح النظر بالليزر من الحلول الفعالة التي تساعد في التخلص من النظارات الطبية والعدسات اللاصقة، واستعادة القدرة على الرؤية بوضوح.
شهدت العقود الأخيرة ارتفاعًا في عدد الأشخاص الذين يعانون من ضعف النظر، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، من بينها:
قضاء ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية دون فترات راحة كافية للعين.
اتباع عادات يومية تؤدي إلى إجهاد العين المستمر، مثل التعرض المباشر للضوء الأزرق.
العوامل الوراثية التي قد تلعب دورًا في الإصابة بمشكلات الإبصار.
تساعد عمليات تصحيح النظر بالليزر في علاج هذه المشكلات من خلال إعادة تشكيل القرنية بحيث ينكسر الضوء بشكل صحيح داخل العين، مما يعيد وضوح الرؤية دون الحاجة إلى نظارات أو عدسات.
على الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن جميع عمليات تصحيح النظر متشابهة، إلا أن هناك أنواعًا مختلفة، ويعتمد اختيار النوع المناسب على تقييم طبيب العيون لحالة المريض بناءً على عدة عوامل، مثل سمك القرنية ودرجة الإبصار.
1. الليزك التقليدي (LASIK)
يُعد من أكثر الإجراءات شيوعًا في تصحيح الإبصار، ويتم من خلال:
استخدام مشرط دقيق لرفع طبقة رقيقة من القرنية.
تسليط أشعة الليزر على طبقات القرنية الداخلية لإعادة تشكيلها وتصحيح مشاكل الإبصار.
إعادة الطبقة المرفوعة إلى مكانها الطبيعي دون الحاجة إلى غرز جراحية.
2. الليزك السطحي (PRK)
يُعرف أيضًا باسم استئصال القرنية الضوئي الانكساري، ويُستخدم في حالات معينة، مثل المرضى الذين لديهم قرنية رقيقة. يتم الإجراء عبر:
إزالة الطبقة السطحية من القرنية بدلًا من رفعها باستخدام مشرط.
توجيه أشعة الليزر إلى سطح القرنية مباشرةً لتعديل شكلها.
وضع عدسة لاصقة طبية مؤقتة لحماية العين خلال فترة الشفاء.
متى يكون الليزك السطحي هو الخيار الأفضل؟
إذا كان المريض يعاني من قرنية رقيقة لا تسمح بإجراء الليزك التقليدي.
للرياضيين الذين يمارسون أنشطة تتطلب احتكاكًا عاليًا، مثل الملاكمة أو المصارعة.
لعلاج قصر النظر والاستجماتيزم حتى 4 درجات.
3. الفيمتو ليزك (Femto-LASIK)
يُعد من أحدث التقنيات وأكثرها أمانًا، ويتميز عن الليزك التقليدي باستخدام تقنية الفيمتو ثانية بدلًا من المشرط لرفع طبقة القرنية، مما يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات ويؤدي إلى:
دقة أعلى في العملية.
تقليل زمن التعافي وسرعة التئام القرنية.
تقليل احتمالية حدوث جفاف العين مقارنةً بالإجراءات الأخرى.
ليست جميع الحالات مناسبة لإجراء عمليات الليزر، حيث يجب توفر بعض الشروط الأساسية، مثل:
أن يكون عمر الشخص 18 عامًا أو أكثر لضمان استقرار النظر.
عدم وجود مشكلات في الشبكية أو المياه البيضاء أو التهابات العين.
التأكد من أن سمك القرنية مناسب لتحمل التعديلات التي يجريها الليزر.
لا يُنصح بإجراء العملية للنساء الحوامل، حيث تؤثر التغيرات الهرمونية على دقة النتائج.
قبل اتخاذ القرار بإجراء تصحيح النظر بالليزر، من الضروري الخضوع لفحص شامل للعين، والذي يتضمن:
قياس تحدب القرنية وسمكها لضمان مناسبة الإجراء للمريض.
تصوير القرنية باستخدام تقنيات متقدمة مثل خريطة القرنية الطبوغرافية.
فحص جودة الدموع لتحديد مدى احتمالية حدوث جفاف العين بعد العملية.
يعتمد اختيار نوع العملية على توصيات طبيب العيون بعد التقييم الدقيق لحالة الإبصار، حيث يهدف كل إجراء إلى تحقيق أفضل نتائج ممكنة بأقل نسبة من المخاطر والمضاعفات. إذا كنت تفكر في إجراء تصحيح النظر، فمن المهم استشارة مختص والتأكد من أن العملية هي الخيار الأمثل لك.