في الآونة الأخيرة، أصبحنا نسمع كثيرًا عن مصطلح "الساد" أو ما يُعرف بالمياه البيضاء، والتي يعاني منها العديد من أحبائنا مسببة لهم مشكلات خطيرة في الرؤية قد تصل إلى حد فقدان البصر تمامًا!
ولكن، ما هي المياه البيضاء بالتحديد؟ وما مدى خطورتها على العين؟ وكيف يمكن الوقاية منها أو علاجها؟
في السطور القادمة، سنتعرف معًا على ماهية المياه البيضاء، وأبرز أعراضها، وأهم السبل الوقائية منها، إلى جانب ترشيح أفضل أطباء العيون في مصر لإجراء الفحوصات المبكرة والتشخيص الدقيق للحفاظ على صحة العين والحد من مخاطر الإصابة بالمياه البيضاء.
يطرح الكثيرون تساؤلًا شائعًا: "ما هي المياه البيضاء؟" أو كما يُطلق عليها طبيًا "الساد".
المياه البيضاء هي حالة مرضية تُصيب عدسة العين، حيث تصبح ضبابية أو معتمة تدريجيًا، مما يؤدي إلى ضعف في وضوح الرؤية وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية مثل القراءة أو القيادة ليلًا. غالبًا ما تتطور هذه الحالة مع التقدم في العمر، إذ تفقد عدسة العين مرونتها وتصبح أكثر سُمكًا، ما يؤدي إلى تراكم البروتينات داخلها، مسببًا تلك العتامة التي تعيق الرؤية.
عادةً ما تبدأ المياه البيضاء في الظهور تدريجيًا مع تقدم العمر، حيث تشير الدراسات إلى أن 90% من الحالات تحدث بعد سن الخمسين وحتى الخامسة والستين. ومع ذلك، فإن العمر ليس العامل الوحيد للإصابة بها، فقد يحافظ البعض على صحة عيونهم طوال حياتهم دون الإصابة بها، وذلك بفضل العناية الجيدة بالعين واتباع أنماط حياة صحية.
قد تتطور أعراض المياه البيضاء ببطء، وقد لا يلاحظ المصاب وجودها إلا بعد تفاقم الحالة. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:
ضبابية وتشوش الرؤية.
ضعف الرؤية الليلية.
قصر النظر، خاصة عند كبار السن.
بهتان الألوان وفقدان حدتها.
حساسية مفرطة تجاه الضوء الساطع.
ظهور هالات حول مصادر الضوء.
ازدواجية الرؤية في إحدى العينين.
الحاجة المستمرة لتغيير النظارات الطبية.
تنقسم المياه البيضاء إلى أنواع مختلفة وفقًا لموضعها داخل العين ومدى تأثيرها على الرؤية:
المياه البيضاء النووية: تؤثر على مركز عدسة العين، حيث تبدأ بتغير في القدرة على الرؤية القريبة، يتبعها اصفرار العدسة ثم تحولها إلى اللون البني، مما يصعب تمييز الألوان.
المياه البيضاء القشرية: تصيب أطراف العدسة، حيث تظهر في البداية على هيئة خطوط بيضاء تمتد تدريجيًا نحو منتصف العدسة.
المياه البيضاء الخلفية: تتطور في الجزء الخلفي من العدسة، مما يؤثر بشكل أساسي على الرؤية القريبة ويسبب حساسية عالية للضوء، وتُعد من الأنواع الأسرع تطورًا.
المياه البيضاء الوراثية: تصيب بعض الأطفال حديثي الولادة نتيجة لعوامل وراثية أو مشكلات أثناء تكوينهم في الرحم.
المياه البيضاء الثانوية: قد تحدث نتيجة لمشكلات صحية أخرى، مثل مرض السكري، أو نتيجة لاستخدام أدوية الكورتيزون لفترات طويلة.
تعد الشيخوخة سببًا رئيسيًا للإصابة بالمياه البيضاء، لكن هناك عوامل أخرى قد تزيد من احتمالية الإصابة بها، مثل:
التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية.
إصابات أو صدمات في العين.
استخدام طويل الأمد لأدوية الكورتيزون.
الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض المناعة الذاتية.
الخضوع لعلاج إشعاعي.
إجراء عمليات جراحية سابقة في العين.
التدخين، الذي يعد من العوامل التي تسرّع ظهور المياه البيضاء.
لحماية عينيك من خطر الإصابة بالمياه البيضاء، يفضل اتباع النصائح التالية:
ارتداء النظارات الشمسية لحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية.
تناول غذاء غني بمضادات الأكسدة، مثل الخضروات الورقية والفواكه.
الإقلاع عن التدخين.
التحكم في مستويات السكر في الدم.
إجراء فحوصات دورية لدى طبيب العيون.
بعد أن تعرفنا على ماهية المياه البيضاء وأهم أعراضها وأسبابها، أصبح من الضروري اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية العين من الإصابة بها. لا تنتظر حتى تتفاقم المشكلة، بل احرص على الكشف المبكر عند طبيب العيون المختص للحصول على التشخيص الصحيح واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على بصرك. فالعين أغلى ما نملك، والاهتمام بها ضرورة لا غنى عنها!